أثبتت مباراة الأهلي مع الهلال أن الهلال أصبح فريق لا يقهر على ملعبه ومن الصعب أن يخسر عليه حتى لو التقى مع أقوى فرق العالم، كما أثبتت أن الأهلي يمر بمرحلة انعدام وزن ويجب على لاعبيه وجهازه الفني ومجلس ادارته أن يعيدوا حساباتهم سريعا وقبل فوات الأوان.
فالهلال ورغم انه يمتلك امكانيات مادية قليلة مقارنة بامكانيات الأهلي الضخمة، إلا أنه نجح في تكوين فريقا رهيبا يقوده جهاز فني رائع بقيادة المدرب البرازيلي الداهية ريكاردو، ويمتلك اثنين مهاجمين نيجيريين على أعلى مستوى هما الثنائي جودوين وكلاتشي، بالإضافة الى مجموعة من اللاعبين السودانيين الكفء والذين يمتلكون طموحات كبيرة وحماسا رهيبا وعلى رأسهم العقل المفكر هيثم مصطفى.
وبالتأكيد فإن احتفاظ الهلال بسجله خاليا من الهزائم على ملعبه طوال 92 مباراة متتالية وعلى مدار أكثر من ست سنوات متتالية لم يأت من فراغ ولم يأت بضربة حظ، ولكنه جاء عن جدارة واستحقاق وجهد مبذول من الجميع داخل المنظومة الهلالية خاصة وأن واجه خلال هذا المشوار الطويل مجموعة من أقوى وأعتى الفرق الأفريقية والعربية وتخطاها جميعا ليصبح الهلال هو "بعبع" الكرة الافريقية ويصبح ملعبه بأم درمان هو "مقبرة الغزاة" كما يطلق عليه جمهوره.
وقد كنت أول من أشار لقوة فريق الهلال عقب فوزه على الزمالك في دور الـ32 للبطولة واستهزأ الكثير وقتها من هزيمة الزمالك باعتبار أن الهلال فريق ضعيف وكتبت وقتها "لا تذبحوا الزمالك" وأشرت إلى قوة الهلال وأرقامه القياسية الكثيرة.
ومع مرور الوقت، اتضح بالفعل أن الهلال فريق عتيد وفاز على الأهلي بثلاثية وليس بهدفين فقط مثلما فعل مع الزمالك، كما كان الهلال قاب قوسين او أدنى من الخروج متعادلا مع الأهلي بالقاهرة لولا خطأ من حكم اللقاء الذي احتسب هدفا غير صحيح لفلافيو جاء عقب دفعة واضحة منه لأحد مدافعي الهلال في الدقائق الأخيرة.
ورغم أن الهلال وقع في مجموعة رهيبة تضم الأهلي والترجي وأسيك وكلها فرق عتيدة ولديها خبرة كبيرة إلا أن الهلال استطاع مبكرا وقبل جولة من النهاية أن يحسم بطاقة التأهل الأولى للدور قبل النهائي لصالحه، تاركا الأهلي وأسيك يتصارعان على البطاقة الثانية بينما ودع الترجي البطولة.
وسيكون الهدف الثالث الذي سجله جودوين في مرمى الحضري له مفعول السحر في تفوق الهلال على الأهلي في حال تساويهما معا في النقاط سواء لتحديد المركز الأول أو في تحديد هوية الفريق المتأهل منهما مع أسيك في حال فوزه على الأهلي بالقاهرة.
وبالعودة للحديث عن الأهلي، فإن الفريق لم يحقق الفوز في أخر أربع مباريات خاضها الفريق سواء محليا أو أفريقيا، إذ لقى هزيمتين متتاليتين من الترجي والهلال على المستوى الأفريقي، كما تعادل مرتين محليا مع الإسماعيلي في السوبر المصري ثم مع المصري في أولى مبارياته في الدوري.
والفشل في الفوز لأربعة مباريات متتالية هو ظاهرة لم تحدث من قبل في عهد جوزيه منذ قدومه قبل ثلاثة أعوام ونصف، وأيضا تعرضه لهزيمتين متتاليتين في بطولة أفريقيا ظاهرة غريبة على الفريق ولم تحدث من قبل في عهد جوزيه.
وبالنظر إلى المباريات التي فاز فيها الأهلي، سنجد أنه قدم أداء متواضع للغاية سواء في مباراتي الهلال والترجي في القاهرة أو أسيك في أبيدجان أو مباراة الزمالك في نهائي كأس مصر، وتراجع مستوى الأهلي جاء نتيجة أخطاء ادارية وفنية كثيرة على جميع المستويات.
ومع مرور الوقت اتضح بالفعل أن الهلال فريق عتيد وفاز على الأهلي بثلاثية وليس بهدفين فقط مثلما فعل مع الزمالك.
فالأهلي على المستوى الإدراي، بدأ مؤخرا يقع في العديد من الأخطاء مثل مسلسل بشير التابعي الذي ضحك على مسئولي الأهلي واتخذهم "كوبري" ليجعل مسئولي الزمالك يسرعوا بالتعاقد معه، وإعلان التعاقد مع حسني عبد ربه رغم أن الموقف كان معلقا وخسر الأهلي اللاعب في النهاية ولم يستفد شيئا سوى مزيد من الكراهية للنادي من جماهير الاسماعيلي، كما أن مشكلة شريف أشرف تبدو أيضا أنها تسير لمصلحة الزمالك وإذا اتضح أن هناك تزوير بالفعل في توقيع اللاعب على الاستمارات ستكون ضربة قاصمة لقيم ومبادىء الأهلي.
وعلى المستوى الفني، بدأ الجهاز الفني للأهلي يقع في بعض الأخطاء مثل اتخاذه قرار بإيقاف متعب في توقيت حرج كان له أثر سلبي على مشوار الفريق في البطولة الإفريقية وكان الأفضل فرض غرامة مالية كبيرة عليه، كما أن قرار السماح بالاحتراف لمتعب وشوقي يعتبر قرار خاطىء وظالم، وليس في القرار نفسه ولكن في تحديد هؤلاء اللاعبين حيث اتخذ الأهلي هذا القرار بعدما بدأ الثنائي متعب وشوقي حالة من الدلع والتمرد حتى يسمح لهم الجهاز بالرحيل ونجح هذا المخطط بالفعل، رغم أن الأهلي رفض من قبل احتراف أبو تريكة بمبالغ أكبر كثيرا لمجرد أنه لاعب محترم وارتضى بقرار الأهلي ولم يثر المشاكل.
أما اللاعبين أنفسهم، فبدأت تصيبهم حالة من الغرور والأنانية وأصبح كل لاعب يلعب لمصلحته الشخصية ولاسمه، واختفت روح الجماعة التي كانت تجمعهم، والدليل على ذلك الصراع بين الحضري وأمير وكلاهما يريد أن يكون أساسيا على حساب الأخر حتى لو كان مصابا، والصراع بين متعب وفلافيو لتسجيل الأهداف حتى يرفع من أسهمه الشخصية، وأيضا الصراع بين وائل جمعة وأحمد السيد للعب في التشكيلة الأساسية، كما أصيب اللاعبون بحالة من التشبع لكثرة البطولات والانجازات التي حققوها ولذلك يجب أن يبدأ الأهلي في عملية إحلال وتبديل وتكوين جيل جديد يكون لديه الرغبة والطموح في تحقيق الإنجازات.
بل أن جماهير الأهلي نفسها أصابهم حالة من الغرور والتكبر وظنوا أنهم قادرين على الفوز على أي فريق في العالم في أي مكان وزمان، وأخذوا في الاستهانة بجميع الفرق الأخرى، وذلك يتضح من الحضور الجماهيري الضعيف في مباريات الأهلي في الفترة الأخيرة.
خلاصة الكلام :
الأهلي حاليا يمر بمرحلة حرجة للغاية ، وهي مرحلة مفترق طرق فاما أن يستعيد صوابه سريعا ويعود للطريق الصحيح أو يستمر في مرحلة التراجع ويبدأ الانهيار من جديد ، ويجب أن يتعرف مسئولي الأهلي وجهازه الفني ولاعبيه وجماهيره على أخطائهم ويحاولوا علاجها سريعا.
ملحوظة أخيرة :
الأهلي أمامه مباراة صعبة أمام أسيك بالقاهرة وهي مباراة عنق الزجاجة، ومن الطبيعي والمنطقي أن يحقق الأهلي الفوز ويتأهل للدور قبل النهائي ولكن في حالة أن يتكاتف الجميع حول هذا الهدف ووقتها قد يكمل الأهلي مشواره في البطولة حتى الوصول لليابان، ولكن إذا بدأنا من الأن مرحلة "التقطيع" في اللاعبين وفي جوزيه وفي الإدارة فقد ينقلب الحال وتصبح المباراة صعبة للغاية ويخسر الأهلي ويودع البطولة مبكرا في مفاجأة مدوية.
وهذا ما اتمناة ان يودع البطولة تعليقى
الرئيسية 
